“دردشة” اللقاءات الحميمة حكاوى سكس الازواج

“دردشة” اللقاءات الحميمة
29/11/2008

وهو عائد من عمله بعد الظهر. شاهد جاره يقف مع صديق مشترك لهما “يقهقهان”. ويضربان كفاً بكف!!
داخله احساس بأنهما يتحدثان عنه.. وقد صدق حدسه. فعندما اقترب منهما بادره جاره عبدالله بالتهنئة: “مبروك ياواد يامعلم”!

توقف “فريد” وأمعن النظر في جاره صاحب التهنئة الذي تملكته حالة هستيرية من الضحك. لدرجة أنه كاد أن يستلقي علي “قفاه”.

قال له فريد: “مبروك علي ايه”؟
هه هه هه هه ه … ه !
ياعم امسك نفسك شوية علشان اعرف الحكاية وأضحك معاك.
رد: انت كنت امبارح “كده”.. ورفع ابهامه إلي أعلي في اشارة إلي استحسان فعلته.
برضه مش فاهم؟
ياسيدي.. التواضع حلو.. أخبار مغامراتك كل ليلة عندي. لكنك أمس كنت آخر شقاوة.. دا أنت طلعت “معلم” و”البريمو” في الحتة.. لأ.. في مصر كلها.

بعد أخذ ورد.. وكلام “ع المتغطي” أحياناً و”ع المكشوف” أحياناً أخري. فهم “فريد” أن زوجته من خلال “الدردشة” مع صديقاتها. تخوض في علاقتهما الحميمة. علي عادة بعض الرجال والنساء الذين يفضحون أموراً حساسة تتم خلف الجدران المغلقة. وأمر الله بسترها وأن يكون بينها وبين الناس حجاب.

.. وإلي التفاصيل:
المرة الأولي التي التقي فيها “فريد” زوجته. كان في حجرة الصالون بمنزلها. حينما تقدم لخطبتها بترشيح من أحد معارفهما.. في تلك الليلة شعر بارتياح كبير تجاههما. فهي فتاة تخرجت في الجامعة ومن أسرة طيبة.. والأهم أنها علي قدر من الجمال. ودخلت قلبه من أول نظرة.. فقال: “علي بركة الله”.
كانت غاية المواصفات القياسية في فتاة أحلامه. أن تكون جميلة ومؤدبة وأم صالحة لأولاده. وقد رفض الاقتران بأكثر من فتاة. بدعوي أنها “روشة”. وحجابها علي الموضة “يصف ويشّف”.. يعني “مالوش لازمة”.. بينما هو شاب أصوله ريفية ولا يعجبه “الحال المايل”.
أما “مايسة” فقد تمسك بها ولسان حاله يقول: “رب صدفة خير من ألف ميعاد”.
ثرثارة
كانت “مايسة” بالفعل تستحق أن يفرح باقترانه بها.. مشكلتها الوحيدة أنها “ثرثارة” إلي حد ما . لكن لابد أنها ستغير طباعها بعد الزواج والانشغال بالبيت والأولاد.. هكذا كانت يمني نفسه.
لكنها لم تتغير.. كانت “تستلم دماغه” بعد عودته من العمل. حتي تجعله يصرخ: “كفاية.. حرام.. أنا مش ناقص صداع”!!
ترد: “امال هأكلم مين”.. أنا محبوسة بين أربعة جدران. وترفض أنت أن أنزل إلي العمل.. اذن لابد أن تسمعني.. أم أن الزواج في رأيك “حبس انفرادي”؟!
“معك حق”.. عبارة كان يقولها أمامها ومن وراء ظهرها. ويلتمس لها العذر.. فهي فعلاً محبوسة بدون جليس أو ونيس. خاصة في ظل عدم وجود طفل يشغلها. فقد تأخر الانجاب. ورفض الاثنان الذهاب إلي طبيب.. علي الأقل حتي يستمتعا بحياتهما معاً بدون ازعاج الصغار.
رياح التغيير
وبدأت “رياح التغيير” تهب علي البيت.. بعد عودته من العمل ذات يوم. فاجأته بسرد حكايات “طازة” عن جارتها وزوجها.
ابتسم “فريد”.. قال: كيف وصلت إليك هذه التفاصيل.
قالت: التقيت جارتي صدفة.. تعارفنا وتبادلنا أرقام التليفونات.. علي الأقل لكي أخفف الضغط عليك. وأجد لنفسي متنفساً آخر بعيداً عنك.
أعجبته هذه الفكرة. فقد كانت نتائجها طيبة. علي الأقل أصبح هو المستمع. ولم يعد مطالباً هو بأن يحكي لها قصصاً عن “العالم الخارجي” عن البيت.. وأيضاً بعض رواياتها ظريفة ومسلية.
لكنها كانت البداية فقط.. فقد انتشرت صداقاتها وتشعبت مع الجارات. ولم تعد من خلال الاتصالات التليفونية فقط. بل تحولت إلي زيارات متبادلة وأحياناً تخرج الصديقات معاً للتسوق.
وبعدما كان يضيق من ملاحقتها له ومحاصرته بطوفان من الاسئلة والاستفسارات.. بدأ يضيق من انشغالها عنه بقصص وحكايات لا تنتهي ترويها مع صديقاتها.. لكن.. “مفيش حل تاني”.
موقف محرج
أما المشكلة الأكبر التي سببتها له هذه الدردشة.. فلم تكن قد تكشفتت بعد..
وجاء أوان الانفجار.. بدون ميعاد.
أثناء عودته من العمل.. قابلهه جاره “هاشاً باشاً”.. مرحباً.. مقهقهاً.. وكأنه في يوم زفافه.
تعجب من هذا الموقف.. صحيح أن جاره تربطه به صداقة وطيدة. خاصة بعد أن انضمت الزوجتان لشلة الصديقات.. لكن ايه الحكاية.. وماهي أسباب “الفشة العايمة”؟!
وجاءه الخبر سريعاً.. اكتشف أن الزوجات الفاضلات يخضن في أحاديث كثيرة.. وليس هناك أية حواجب أو عوائق.. كله متاح ومسموحاً به. ولا توجد أية محاذير.. حتي العلاقات الحميمة تدخل ضمن حكايات الدردشة.
وبالطبع.. كانت “مايسة” صاحبة النصيب الأوفر.. فهي “ثرثارة” بطبعها.. وعروس جديد.. وحكاياتها لاتنتهي.
بالطبع.. كانت كل زوجة تنقل هذه الأخبار إلي زوجها. من باب التسلية. خاصة إذا كانت جديدة وطريفة.. ولأن مثل هذه القصص من الصعب اعادة سردها للشخص الذي تتحدث عنه. فقد كان الجيران يكتفون بابتسامة في وجه جارهم “فريد”.. والمعني في بطن الشاعر.. أما “الشاعر” فريد فلم يكن يعرف. فالزوج عادة آخر من يعلم.

اكتم السر !
لكن عبدالله لم يستطع أن يكتم السر أكثر من ذلك. خاصة أن الرواية التي وصلته فقد كانت شيقة و”آخر شقاوة”.. فنشرها علي طريقة “الحاضر يعلم الغايب”. ولم ينسي أن يضع فيها بعض التوابل والبهارات. حتي نصبح أكثر تشويقاً. علي طريقة مطربي الربابة.

في لحظة.. وبعد هذا المشهد الكوميدي الذي تعرض له “فريد”.. انتابه احساساً بأن كل الناس تتحدث عنه. وتضحك عليه.. وأنه أصبح عارياً أمام الجميع!!

أكمل الطريق إلي بيته وهو يتعثر في خطواته من الخجل.. كانت بضعة أمتار فقط حتي تواري وراء باب شقته. لكنها كانت كأنها “ماراثون” كبير..
استقبلته زوجته بابتسامة عريضة.. فهي فعلاً تحبه.. لكنه كان جافاً جداً معها.. دخل مباشرة في معركة شرسة كان هو فيها صاحب الصوت العالي.. فالحق معه.. ثم انهي الكلام: أنت طالق.. ولم يعد لك.. أولي.. “عيش هنا”!!

المصدر : الجمهورية – صلاح حامد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *