الجزء الاول

الكامل فى التاريخ

المجلد الأول

من البداية حتى صــ 170

ملحوظة أنظر صــ 122 بالكتاب

خطبة الكتاب

بسم الله الرحمين الرحيم

[ خطبة الكتاب ]

الحمد لله القديم . فلا أول لوجوده . الدائم الكريم . فلا آخر لبقائه ولا نهاية لجوده. الملك حقا فلا تدرك العقول حقيقة كنهه . القادر فكل ما في العالم من أثر قدرته . المقدس فلا تقرب الحوادث حماه . المنزه عن التغيير فلا ينجو منه سواه . مصرف الخلائق بين رفع وخفض . وبسط وقبض . وإبرام ونقض . وإماتة وإحياء . وإيجاد وإفناء . وإسعاد وإضلال . وإعزاز وإذلال . يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء. ويعز من يشاء، ويذل من يشاء. بيده الخير وهو على كل شيء قدير. مبيد القرون السالفة . والأمم الخالفة . لم يمنعهم منه ما اتخذوه معقلا وحرزا . “فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟” . بتقديره النفع والضر. وله الخلق والأمر. تبارك الله رب العالمين. أحمده على ما أولى من نعمه . وأجزل للناس من قسمه . وأصلي على رسوله محمد سيد العرب والعجم . المبعوث إلى جميع الأمم . وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى ومصابيح الظلم . صلى الله عليه وعليهم وسلم .

( أما بعد ). فإني لم أزل محبا لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما فيها، مؤثراً للاطلاع على الجلي من حوادثها وخافيها ، مائلا إلى المعارف والآداب والتجارب المودعة في مطاويها، فلما تأملتها رأيتها متباينة في تحصيل الغرض . يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرض . فمن بين مطول قد استقصى الطرق والروايات . ومختصر قد أخل بكثير مما هو آت . ومع ذلك فقد ترك كلهم العظيم من الحادثات . والمشهور من الكائنات ، .

وسود كثير منهم الأوراق بصغائر الأمور التي الإعراض عنها أولى، وترك تسطيرها أحرى ، كقولهم : خلع فلان الذمى صاحب العيار، وزاد رطلا في الأسعار، وأكرم فلان؛ وأهين فلان .


وقد أرخ كل منهم إلى زمانه وجاء بعده من ذيل عليه . وأضاف المتجددات بعد تاريخه إليه . والشرقى (1) منهم قد أخل بذكر أخبار الغرب ، والغربي قد أهمل أحوال الشرق ؛ فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخا احتاج إلى مجلدات كثيرة وكتب متعددة مع ما فيها من الإخلال والإملال .

[ منهج التأليف ]

فلما رأيت الأمر كذلك شرعت في تأليف تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق

والغرب وما بينهما ليكون تذكرة لي أراجعه خوف النسيان، وآتي فيه بالحوادث والكائنات من أول الزمان ، متتابعة يتلو بعضها بعضا إلى وقتنا هذا .

ولا أقول إني أتيت على جميع الحوادث المتعلقة بالتاريخ فإن من هو

بالموصل (2) لا بد أن يشذ عنه ما هو بأقصى الشرق والغرب ، ولكن أقول إني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد، ومن تأمله علم صحة ذلك فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري (3) إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه ، والمرجوع عند الاختلاف إليه ، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه لم أخل بترجمة


واحدة منها ، وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذوات عدد كل رواية منها مثل التي قبلها أو أقل منها، وربما زاد الشيء اليسير أو نقصه ، فقصدت أتم الروايات فنقلتها وأضفت إليها من غيرها ما ليس فيها وأودعت كل شيء مكانه فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقا واحدا على ما تراه .

فلما فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعتها وأضفت منها إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه ووضعت كل شيء منها موضعه إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئا إلا ما فيه زيادة بيان

أو اسم انسان أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله . وإنما اعتمدت عليه من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقن حقا، الجامع علماً وصحة اعتقاد وصدقا، على أني لم أنقل إلا من التواريخ المذكورة، والكتب المشهورة، ممن يعلم بصدقهم فيما نقلوه ، وصحة ما دونوه ، ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي ولا كمن يجمع الحصباء واللآلئ .

ورأيتهم أيضا يذكرون الحادثة الواحدة في سنين ويذكرون منها في كل شهر أشياء فتأتي الحادثة مقطعة لا يحصل منها على غرض ولا تفهم إلا بعد إمعان النظر، فجمعت أنا الحادثة في موضع واحد وذكرت كل شيء منها في أي شهر أو سنة كانت ، فأتت متناسقة متتابعة قد أخذ بعضها برقاب بعض .

وذكرت في كل سنة لكل حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصها، فأما الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها كل شيء ترجمة فإنني أفردت لجميعها ترجمة واحدة في آخر كل سنة فأقول : ( ذكر عدة حوادث ) وإذا ذكرت بعض من تبع وملك في قطر من البلاد ولم تطل أيامه فإني أذكر جميع حاله من أوله إلى آخره عند ابتداء أمره لأنه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به ، وذكرت في آخر كل سنة من توفي فيها من مشهوري العلماء، والأعيان والفضلاء.. وضبطت الأسماء المشتبهة المؤتلفة في الخط المختلفة في اللفظ الواردة فيه بالحروف ضبطا يزيل الإشكال ، ويغني عن الانقاط والأشكال .

فلما جمعت أكثره أعرضت عنه مدة طويلة لحوادث تجددت ، وقواطع توالت وتعددت ، ولان معرفتي بهذا النوع كملت وتمت ، ثم إن نفرا من إخواني ؛ وذوي


خطبة الكتاب المعارف والفضائل من خلاني ، ممن أرى محادثتهم نهاية أو طاري، وأعدهم من أماثل مجالسي وسماري؛ رغبوا إلي في أن يسمعوه مني ، ليرووه عني ، فاعتذرت بالإعراض عنه وعدم الفراغ منه فإنني لم أعاود مطالعة مسودته ولم أصلح ما أصلح (1) فيها من غلط وسهو، ولا اسقطت منها ما يحتاج إلى إسقاط ومحو، وطالت المراجعة مدة وهم للطلب ملازمون؛ وعن الاعراض معرضون ، وشرعوا في سماعه قبل إتمامه وإصلاحه؛ وإثبات ما تمس الحاجة إليه وحذف ما لا بد من اطراحه ، والعزم على إتمامه فاتر، والعجز ظاهر؛ للاشتغال بما لا بد منه لعدم المعين والمظاهر، ولهموم توالت ، ونوائب تتابعت ، فأنا ملازم الإهمال والتواني ، فلا أقول : اني لأسير إليه سير الشواني (2) .

فبينما الأمر كذلك اذ برز أمر من طاعته فرض واجب ، وآتباع أمره حكم لازب، من أعلاق (3) الفضل باقباله عليها نافقة ، وأرواح الجهل بإعراضه عنها نافقة من أحيا المكارم وكانت أمواتا ، وأعادها خلقا جديدا بعد أن كانت رفاتا ، من عم رعيته عدله ونواله ، ، وشملهم إحسانه وإفضاله ، مولانا مالك الملك الرحيم ، العالم المؤيد، المنصور، المظفر بدر الدين ، ركن الاسلام والمسلمين ، محي العدل في العالمين ، خلد الله دولته .

فحينئذ ألقيت عني جلباب المهل ، وأبطلت رداء الكسل ، وألقت الدواة (4) وأصلحت القلم ، وقلت هذا أوان الشد فاشتدي زيم (5)، وجعلت الفراغ (6) أهم


مطلب . وإذا أراد الله أمرا هيأ له السبب . وشرعت في اتمامه مسابقا . ومن العجب ان السكيت يروم أن يجيء سابقا. ونصبت نفسي غرضا للسهام . وجعلتها مظنة لأقوال اللوام . لأن المآخذ إذا كانت تتطرق إلى التصنيف المهذب . والاستدراكات تتعلق بالمجموع المرتب . الذي تكررت مطالعته وتنقيحه . وأجيد تأليفه وتصحيحه . في بغيره أولى . وبه أحرى . على انى مقر بالتقصير، فلا أقول ان الغلط سهو جرى به القلم . بل أعترف بأن ما أجهل اكثر مما أعلم .

وقد سميته : اسما يناسب معناه وهو الكامل في التاريخ .

[ فائدة التصنيف في التاريخ ]

ولقد رأيت جماعة ممن يدعي المعرفة والدراية، ويظن بنفسه التبحر في العلم والرواية ، يحتقر التواريخ وبزدريها ، ويعرض عنها ويلغيها ، ظنا منه أن غاية فائدتها إنما هو القصص والأخبار ، ونهاية معرفتها الأحاديث والأسمار؛ وهذه حال من اقتصر على القشر دون اللب نظره ، وأصبح مخشلباً (1) جوهره ، ومن رزقه الله طبعا سليماً، وهداه صراطا مستقيماً، علم ان فوائدها كثيرة، ومنافعها الدنيوية والأخروية جمة غزيرة ، وها نحن نذكر شيئا مما ظهر لنا فيها ، ونكل إلى قريحة الناظر فيه معرفة باقيها .

[ فوائده الدنيوية ]

فأما فوائدها الدنيوية : فمنها ان الأنسان لا يخفي انه يحب البقاء ، ويؤثر أن يكون في زمرة الأحياء : فياليت شعري ! أى فرق بين ما رآه أمس أو سمعه ، وبين ما قرأه في الكتب المتضمنة أخبار الماضين وحوادث المتقدمين؟ فإذا طالعها فكأنه عاصرهم، وإذا علمها فكأنه حاضرهم :

ومنها أن الملوك ومن إليهم الأمر والنهي إذا وقفوا على ما فيها من سيرة أهل الجور والعدوان ورأوها.مدونة في الكتب يتناقلها الناس فيرويها خلف عن سلف ونظروا إلى ما .


أعقبت من سؤ الذكر وقبيح الأحدوثة وخراب البلاد، وهلاك العباد، وذهاب الأموال ، وفساد الأحوال ، استقبحوها ، وأعرضوا عنها واطرحوها . وإذا رأوا سيرة الولاة العادلين وحسنها، وما يتبعها من الذكر الجميل بعد ذهابهم ، وان بلادهم وممالكهم عمرت ، وأموالها درت ، استحسنوا ذلك ورغبوا فيه ، وثابروا عليه وتركوا ما ينافيه ، هذا سوى

ما يحصل لهم من معرفة الآراء الصائبة التي دفعوا بها مضرات الأعداء، وخلصوا بها من المهالك ، واستصانوا نفائس المدن وعظيم الممالك . ولو لم يكن فيها غير هذا لكفى به فخرا .

ومنها ما يحصل للانسان من التجارب والمعرفة بالحوادث وما تصير اليه عواقبها فإنه لا يحدث أمر إلا قد تقدم هو أو نظيره ، فيزداد بذلك عقلا. ويصبح لأن يقتدى به أهلا . ولقد أحسن القائل حيث يقول :

رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع

فلا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع

كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع

يعني بالمطبوع العقل الغريزي الذي خلقه الله تعالى للانسان ، وبالمسموع ما يزداد به العقل الغريزي من التجربة، وجعله عقلاً ثانيا توسعا وتعظيما له وإلا فهو زيادة في عقله الأول .

ومنها ما يتجمل به الانسان في المجالس والمحافل من ذكر شيء من معارفها، ونقل طريفة من طرائفها، فترى الاسماع مصغية اليه . والوجوه مقبلة عليه : والقلوب متأملة ما يورده ويصدره ، مستحسنة ما يذكره .

[ الفوائد الأخروية ]

وأما الفوائد الأخروية : فمنها أن العاقل اللبيب إذا تفكر فيها، ورأى تقلب الدنيا بأهلها، وتتابع نكباتها إلى أعيان قاطنيها ، وانها سلبت نفوسهم وذخائرهم ، وأعدمت أصاغرهم وأكابرهم ، فلم تبق على جليل ولا حقير، ولم يسلم من نكدها غني ولا فقير، زهد فيها وأعرض عنها ، وأقبل على التزود للآخرة منها ، ورغب في دار تنزهت عن هذه الخصائص ، وسلم أهلها من هذه النقائص ، ولعل قائلا يقول : ما نرى ناظرا فيها زهد


في الدنيا، وأقبل على الآخرة ورغب في درجاتها العليا، فياليت شعري ! كم رأى هذا القائل قارئاً للقرآن العزيز- وهو سيد المواعظ وأفصح الكلام – يطلب به اليسير من هذا الحطام ؟ فإن القلوب مولعة بحب العاجل .

ومنها التخلق بالصبر والتأسي وهما من محاسن الأخلاق فإن العاقل إذا رأى أن

مصاب الدنيا لم يسلم منه نبي مكرم ؟ ولا ملك معظم ، بل ولا أحد من البشر علم أنه يصيبه ما أصابهم ، وينوبه ما نابهم .

وهل أنا إلا من غزية؟ إن غوت غويت وأن ترشد غزية أرشد

ولهذه الحكمة وردت القصص في القران المجيد( ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد) (1). فإنْ ظن هذا القائل أن الله سبحانه أراد بذكرها الحكايات والأسمار فقد تمسك من أقوال الزيغ بمحكم سببها، حيث قالوا : هذه أساطير الأولين اكتتبها .

نسأل الله تعالى أن يرزقنا قلباً عقولاً ولساناً صادقاً، ويوفقنا للسداد في القول والعمل وهو حسبنا ونعم الوكيل .


ذكر الوقت الذي ابتدىء فيه بعمل التاريخ في الاسلام (1)

قيل : لَما قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة أمر بعمل التاريخ (2) . والصحيح المشهور أنّ عمر بن الخطاب أمر بوضع التاريخ ، وسبب ذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر الناس للمشورة فقال بعضهم : أرخ بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهمِ : بمهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: بل نؤرخ بمهاجرة رسول الله فإنّ مهاجرته فرْق بين الحق والباطل ، قاله الشعبي .

وقال ميمون بن مهران (3) : رُفِعَ (4) إلى عمر صَك مَحَلُّه شعبان فقال : أي شعبان ؟ أشعبان هو آت أم شعبان الذي نحن فيه ؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعوا للناس شيئاً يعرفونه ، فقال بعضهم : اكتبوا على تاريخ الروم فإنهم يؤرخون من عهد ذي القرنين فقال : هذا يطول . فقال : اكتبوا على تاريخ الفرس فقيل : إن الفرس كلما أقام (5) ملك طرح تاريخ فن كان قبله . فاجتمع رأيُهُم على أنْ ينظروا : كم أقام رسول


الله بالمدينة؟ فوجدوه عشر سنين ، فكتبوا للتاريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) . وقال محمد بن سيرين : قام رجل إلى عمر فقال : أرخوا، فقال عمر: ما أرخوا ؟ فقال شيءٌ تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حَسَن. فأرخوا، فاتفقوا على الهجرة ثم قالوا : من أي الشهور؟ فقالوا : من رمضان ، ثم قالوا : فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام ، فأجمعوا عليه . وقال سعيد بن المسيب : جمع عمر الناس فقال : من أي يوم نكتب التاريخ ؟

فقال على : مِنْ مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفراقه أرض الشرك ففعله عمر(2) . وقال عمرو بن دينار: أول من أرخ يعلى بن أمية (3) وهو باليمن(4).

[ تاريخ العرب قبل الِإسلام ]

وأما قبل الاسلام فقد كان بنو ابراهيم ، يؤرخون من نار إبراهيم إلى بنيان البيت حين بناه ابراهيم لإسماعيل عليهما السلام ، ثم أرخ بنو إسماعيل من بُنْيَان البيت حتى تفرقوا، فكان كلما خرج قوم من ” تِهَامَة ” (5) أرخوا بمخرجهم ، ومَنْ بقي بتهامة من بني إسماعيل يؤرخون من خروج سعد ونهد وجهينة بني زيد من تهامة حتى مات كعب بن لُؤي (6)، وأرخوا من موته إلى الفيل .

ثم كان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة وذلك سنة سبع


عشرة أو ثمان عشرة وقد كان كل طائفة من العرب تؤرخ بالحادثات المشهورة فيها ولم يكن لهم تاريخ يجمعهم ، وفي ذلك قول بعضهم :

ها أنا ذا آمل الخلود وقد أدرك عقلي مولدىِ حجراً

وقال الجعدي :

فمن يك سائلًا عي فإني من الشبان أيام الختان

وقال آخر :

وما هي إلا في إزار وعلقة بغار ابن همام على حي خثعما

وكل واحد أرخ بحادث مشهور عندهم فلو كان لهم تاريخ يجمعهم لم يختلفوا قي التاريخ والله أعلم .


القول في الزمان (1)

الزمان عبارة عن ساعات الليل والنهار وقد يقال ذلك للطويل والقصير منهما، والعرب تقول : أتيتك زمان الصرَام . وزمان الصرام يعني به وقت الصرَام (2) وكذلك : أتيتك أزمان ( الحجاج أمير ) – ويجمعون الزمان ، يريدون بذلك أن كل وقت من أوقات إمارته من الأزمنة .

القول في جميع الزمان من أوله إلى آخره (3)

اختلف الناس في ذلك فقال ابن عباس من رواية سعيد بن جبير عنه : سبعة آلاف سنة(4).

وقال وَهْب بنُ مُنَبه : ستة آلاف سنة(5). قال أبو جعفر (6) : والصحيح من ذلك ما دل على صحته الخبر الذي رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أجلكم في أجل


من قبلكم من صلاة العصر إِلى مغرب الشمس ” (1) وروى نحو هذا المعى أنس وأبو سعيد إلا أنهما قالا : إلى غروب الشمس وبدل صلاة العصر بعد العصر، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى (2)، وروى نحوه جابر بن سمرة وأنس وسهل بن سعيد وبُرَيْدة (3) والمستورد بن شداد وأشياخ من الأنصار كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه أخبار صحيحة(4).

قال : وقد زعم اليهود أن جميع ما ثبت عندهم على ما في التوراة من لدن خلق آدم إلى الهجرة أربعة آلاف سنة وثلثمائة واثنتان وأربعون سنة، وقالت اليونانية من النصارى : إن من خلق آدم إلى الهجرة (5) خمسة آلاف سنة وتسعمائة واثنتين وتسعين سنة وشهراً وزعم قائل أن اليهود إنما نقصوا من السنين دفعاً منهم لنبوة عيسى إذ كانت صفته ومبعثه في التوراة وقالوا : لم يأت الوقت الذي في التوراة أن عيسى يكون فيه فهم ينتظرون بزعمهم خروجه ووقته ، قال : وأحسب أن الذي ينتظرونه ويدعون صفته في التوراة هو الدجال .

وقالت المجوس : إنّ قَدْر مدة الزمان من لدن ملك جيُومَرث إلى وقت الهجرة ثلاثة آلاف ومائة وتسع وثلاثون سنة وهم لا يذكرون مع ذلك شيئاً يعرف فوق جيومرث ويزعمون أنه هو آدم وأهل الأخبار مختلفون فيه ، فمن قائل مثل قول المجوس ، ومن قائل : أنه يسمى بآدم بعد أن ملك الأقاليم السبعة وأنه حام بن يافث بن نوح وكان باراً


بنوح فدعا له ولذريته بطول العمر والتمكين في البلاد واتصال الملك فاستجيب له فملك جيومرث وولده الفرس ولم يزل الملك فيهم إلى أن دخل المسلمون المدائن وغلبوهم على ملكهم ومن قائل غير ذلك كذا قال أبو جعفر.

قلت : ثم ذكر أبو جعفر (1) بعد هذا أصُولاً تتضمن الدلالة على حدوث الأزمان والأوقات وهل خلق الله قبل خلق الزمان شيئاً أم لا؟ وعلى فناء العالم وأن لا يبقى إِلا الله تعالى وأنه أحدث كل شيء واستدل على ذلك باشياء يطول ذكرها ولا يليق ذلك بالتواريخ لا سيما المختصرات منه فإنه بعلم الأصول أولى وقد فرغ المتكلمون منه في كتبهم فرأينا تركه أولى .

[ الغريب ]

(*) بُرَيْدة : بضم الباء الموحدة وسكون الياء تحتها نقطتان وآخرها هاء.

القول في ابتداء الخلق وما كان أوله

صح في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عُبَادة بن الصامت أنه سمعه يقول : ” إن أول ما خلق الله تعالى القلم ، وقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن ” (2) وروى نحو ذلك عن ابن عباس .

وقال محمد بن إسحاق : أول ما خلق الله تعالى النور والظلمة فجعل الظلمة ليلاً أسود وجعل النور نهاراً أبيض مضيئاً والأول أصح للحديث ، وابن إسحاق لم يسند قوله إلى أحد، واعترض أبو جعفر على نفسه (3) بما روى سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال : إن الله تعالى كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً فكان أول ما خلق الله القلم فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة؛ وأجاب بأن هذا الحديث إن كان صحيحاً فقد رواه شعبة أيضاً عن أبي هاشم ولم يقل ،فيه أن الله كان على عرشه : روى أنه قال أول ما خلق الله القلم .


القول فيما خلق بعد القلم

ثم إن الله خلق – بعد القلم وبعد أن أمره فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة – سحاباً رقيقاً وهو الغمام الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : وقد سأله أبو رزين العقيلي : أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق ؟ فقال : في غمام (1) ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء وهو الغمام الذي ذكره اللُه في قوله : (هَلْ يَنْظرُونَ إلّا أن يأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِن الغَمَامِ ؟)(2) .

قلت : فيه نظر لأنه قد تقدم أن أول ما خلق الله تعالى القلم وقال له : اكتب فجرى في تلك الساعة ثم ذكر في أول هذا الفصل أن الله خلق بعد القلم وبعد أن جرى بما هو كائن سحاباً ومن المعلوم أن الكتابة لا بد فيها من آلة يكتب بها وهو القلم ومِنْ شيءٍ يكتب فيه وهو الذي يعبر عنه ههنا باللوح المحفوظ وكان ينبني أن يذكر اللوح المحفوظ ثانياً للقلم والله أعلم ، ويحتمل أن يكون تَرَكَ ذكره لأنه معلوم من مفهوم اللفظ بطريق ا لملازمة .

[ ما خلق بعد الغمام ]

ثم اختلف العلماء فيمن خلق الله بعد الغمام ؟ فروى الضَخَاك بن مُزَاحم (3) عن ابن عباس أول ما خلق الله العرش فاستوى عليه .


وقال آخرون : خلق الله الماء قبل العرش وخلق العرش فوضعه على الماء، وهو قول أبي صالح عن ابن عباس ، وقول ابن مسعود، ووَهْب بن مُنَبه . وقد قيل : إن الذي خلق الله تعالى بعد القلم الكرسي ، ثم العرش ، ثم الهواء، ثم الظلمات ، ثم الماء فوضع العرش عليه . قال : وقول مَنْ قال : -إن الماء خلِقَ قبل العرش -أولى بالصواب لحديث أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قيل : إن الماء كان على متن الريح حين خلق العرش ، قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس ، فإنْ كان كذلك فقد خلقا قبل العرش . وقال غيره : إن الله خلق القلم قبل أنْ يخلق شيئاً بألف عام .

[ اليوم الذي ابتدأ اللّه فيه خلق السماوات والأرض ]

واختلفوا أيضاً في اليوم الذي ابتدأ الله تعالى فيه خلق السموات والأرض ، فقال عبد الله بن سَلَام ، وكعب ، والضحاك ، ومجاهد : ابتداء الخلق يوم الأحد .

وقال محمد بن إسحاق : ابتداء الخلق يوم السبت ، وكذلك قال أبو هريرة .

واختلفوا أيضاً فيما خلق كل يِوم، فقال عبد الله بن سلام : إن الله تعالى بدأ

الخلق يوم الأحد فخلق الأرضين يوم الأحد، والاثنين ، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء،وخلق السموات يوم الخميس والجمعة ، ففرغ آخر ساعة من الجمعة فخلق فيها آدم عليه السلام فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة . ومثله قال ابن مسعود وابن عباس من رواية أبي صالح عنه إلا أنهما لم يذكرا خَلْق آدم ولا الساعة .

وقال ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة عنه : إن الله تعالى خلق الأرض بأقواتها من غير أنْ يَدْحُوَها ثم استوى إلى السماء فسواهُن سبع سموات ثم دحا الأرض بعد ذلك فذلك قوله تعالى : (والأرض بعد ذلك دحاها)(1) وهذا القول عندي هو الصواب (2) وقال .ابن عباس أيضاً من رواية عكرمة عنه : إن الله تعالى وَضَعَ البيت على


الماء على أربعة أركان مَبل أنْ يخلق الدنيا بألْفَي عام ثم دُحِيَتْ الأرضُ من تحت البيت. ومثله قال ابن عمرو، وروى السري عن أبي صالح ، وعن أبي مالك عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، وعن ابن مسعود في قوله تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات )(1) قال : إنّ الله عز وجل كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء، فلما أراد أنْ يخلق الخلق أخرج من الماء دُخَاناً فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضاً واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين يوم الأحد ويوم الاثنين فخلق الأرض على حوت ، والحوت النون الذي ذكره الله تعالى في القرآن في قوله ( ن والقلم ) (2)والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة (3) والصفاة على ظهر ملك ، والملك على صخرة، والصخرة في الريح ، وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء، ولا في الأرض ، فتحرك الحوت فاضطربت وتزلزلت الأرض ، فأرسى عليها الجبال فقرت فالجبال تفخر على الأرض ، فذلك قوله تعالى : (وجعلنا فيها رواسي أن تميد بكم ) قال ابن عباس والضحاك ومجاهد وكعب وغيرهم : كل يوم من هذه الأيام الستة التي خلق الله فيها السماء والأرض كألف سنة .

[ الأيام في هذه الأخبار مجاز ]

قلت : أما ما ورد في هذه الأخبار من أن الله تعالى خلق الأرض في يوم كذا والسماء في يوم كذا إنما هو مجاز وإلاّ فلم يكن ذلك الوقت أيام وليالي لأن الأيام عبارة عما بين طلوع الشمس وغروبها والليالي عبارة عما بين غروبها وطلوعها ولم يكن ذلك الوقت سماء ولا شمس وإنما المراد به أنه خلق كل شيء بمقدار يوم كقوله تعالى : ( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) وليس في الجنة بكرة وعشي .




(1) مراده بالشرقي من كان من أهل المشرق وعكسه “الغربي ” الآتي في كلام المصنف وهو من كان من أهل المغرب – وبدخل في أهل المغرب الأندلسيون .

(2) الموصل : مدينة بالعراق نقع على الجانب الغربي من نهر دجلة بناها محمد بن مروان إذ ولي الجزيرة في خلافة عبد الملك بن مروان .

وقد نسب إليها جملة من المحدثين ، وكانت مدينة مشهورة عظيمة قليلة النظير كبراً وعظما ، وكثرة خلق ، وسعة رقعة، كانت محط رحال الركبان ، ومنها يقصد إلى جميع البلدان ومفتاح خراسان . وكانت محل إقامة المصنف.

(3) هو الإمام محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، أبو جعفر ( 224 – 0 31 ) – ( 839 – 923 م ) .

المفسر ، المقرىء ، المحدث ، المؤرخ ، الفقيه ، الأصولي ، المجتهد . ولد بآمل طبرستان في آخر سنة224 هـ أو أول سنة225 وطرف الأقاليم واستوطن بغداد . واختار لنفسه مذهبا في الفقه .

من تصانيفه : جامع البيان في تأويل القرآن ( وهو المعروف بتفسير الطبري ) ، وتاريخ الأمم والملوك ( وهو المعروف بتاريخ الطبري ) . وتهذيب الآثار ( طبع منه ثلاث أسفار بتحقيق الإستاذ محمود شاكر ) 0 اختلاف الفقهاء، وآداب القضاء والمحاضر والسجلات .

انظر : الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد 2 /62 1 : 69 1 ، ابن خلكان : وفيات الأعيان 1 /57 5: 578 ، النووي . تهذيب الأسماء واللغات 1 / 78 : 79 ، ابن الجوزي : المنتظم 6 / 170 : 172 .

(1) كذا.

(2) الشواني جمع شونة ، والشونة المركب المعد للجهاد نجي البحر- لغة مصرية . ( انظر تاج العروس 9 /257).

وأراد المصنف أن يشبه ما أصابه من تثاقل وتباطؤ في تصنيف كتابه بالمركب الذي يحمل بالأسلحة فيكون ثقيلا بطيء الحركة لما امتلأ به من أثقال .

(3) جمع علق وهو النفيس من كل شيء .

(4) القت الدواة : جعلت لها ليقة وهي شيء من حرير ونحوه يجعل في الدواة ويصب عليها الحبر . ( م ) .

(5) في اللسان : هو اسم ناقة أو فرس ، وهو يخاطبها يأمرها بالعدو- وحرف النداء محذوف . أهـ . ثم صار مثلاً يضرب للشدة والأمر الصعب. ( م ) .

(6) يعني المؤلف بالفراغ هنا : إتمام الكتاب . ( م ) .

(1) وهو خرز يتخذ منه حلي واحدته مخشلبة أعجمي سمي باسم امرأة اتخذته حلياً . المخصص لابن سيده .(م).

(1) ق :37 .

(1) انظر في ذلك تاريخ دمشق 1 /23 : 4 2 ( تهذيب ) .

(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق الكبير ( 1 /23 -تهذيب ) ، وهو من رواية ابن شهاب الزهري ، رحمه الله تعالى مرفوعاً وفيه إرسال وانقطاع فيكون بهذا ضعيفاً .

(3) هو ميمون بن مهران الجزري ، أبو أيوب ، الرقي ، الفقيه ( 17 – 116 ) نشأ بالكوفة ، ثم نزل الرقة ، ذكره أبو عروبة في الطبقة الأولى من التابعين ، وكان ثقة جليلاً .

قال له سعيد بن المسيب : ” إنك تسأل مسألة رجل كأنه قد تبخر ما هاهنا قبل اليوم .

وقال فيه عمر بن عبد العزيز : ” إذا ذهب هذا وضَرْبُهُ صار الناس من بعده رجراجة ” .

(4) كذا في المنيرية بالراء والفاء الموحدة وما في تهذيب تاريخ دمشق ( وقع ) بالواو ثم قاف مثناة .

(5) كذا في المنيرية بالهمزة في أولها وقال مصحح المنيرية ( ص 15 هـ 1 ) :

” كذا بالأصل ولعله قام وزيدت الألف أثناء النسخ سهواً ، ويجوز أن يكون ” أقام ” بمعنى دام وتسوطد من الِإقامة فيكون التاريخ خاصاً بمن طال أمد ملكه ” أهـ .

وكذا تهذيب تاريخ دمشق 1 /23 : ( قام ) بدون همزة .

(1) أورد ابن عساكر هذه الرواية في تاريخه 1 /23 ( تهذيب ) .

(2) أورد هذه الرواية أيضاً ابن عساكر في تاريخه 1 / 24 ( تهذيب ) .

(3) هو يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر ، أبو خلف ، المكي ، حليف قريش .

شهد الطائف ، وحنيناً وتبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عامل عمر بن الخطاب على نجران . ومات سنة بضع وأربعين .

(4) أورد المزي في تهذيب الكمال هذه الرواية ( انظر تهذيب التهذيب 11 / 400 ) .

(5) تِهَامَة اسم أرض معروفة بجزيرة العرب قال الزبيدي في التاج ( 8/ 215 ) : وهي ما بين ” ذات عرق ” إلى مرحلتين من وراء مكة وما وراء ذلك من الغرب فهو غور ، ونجد ما بين ” العذيب” إلى ذات عرق

وإلى ” اليمامة ” وإلى جبلي طيء ، وإلى ” وجرة ” ، وإلى اليمن ، “وذات عرق ” أول تهامة إلى البحر ، وجدة ، والمدينة لا تهامية ولا نجدية .

ويقال إنْ الصحيح أن مكة من تهامة كما أن المدينة من نجد .

(6) هو كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدْركة بن إلياس بن مضر .

(1) انظر في ذلك : تاريخ الطبري 1 /9 .

(2) أي أتيتك زمان قطع ثمر النخل واجتناؤه .

(3) انظر في ذلك أيضاً : تاريخ الطبري 1 / 10 : 19 ، وفصل ( ما ورد في أنْ الدنيا سبعة آلاف سنة من رسالة السيوف ( الكشف في بيان خروج المهدي ) المطبوعة بآخر معجم الطبراني الصغير . ط. السلفية .

(4) سنده ضيف أخرجه الطبري في التاريخ 1 / 10 من طريق يحيى بن يعقوب عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به . وفيه يحيى بن يعقوب قال البخاري في الضعفاء الصغير رقم 403 : منكر الحديث ،

وفال الذهبي في الميزان 4 / 451 : كان يخطئ .

وقد عزاه السيوطي في الكشف ص 209 إلى ابن أبي القاسم في التفسير لكن لم أطلع على إسناده .

(5) هذا الكلام لوهب إنما هو من رأيه لا حجة فيه ولا دليل .

وكان الأولى بالمصنف رحمه الله تعالى -ما دام ليس في الباب حديث صحيح أن يضرب صفحاً عن طرق هذه المسألة التي استأثر رب العالمين بعلمها -سبحان من لا يحيط بعمله أحد .

(6) يريد ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في التاريخ 1 / 11 .

(1) صحيح -أخرجه البخاري في صحيحه رقم 2359 ( بلفظ : إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما ببن صلاة العصر إلى مغرب الشمس . . . )ونحوه رقم. 5021.

(2) متفق على صحته : أخرجه البخاري 4 0 65 -ومسلم 1 /4 34 ( ط . الحلي ) .

(3) هو: .بُرَيدة بن الحصيب بن عبداللُه بن الحارث الأسلمي ، أبو عبدالله – الصحابي الجليل ، توفي سنة وسيأتي في الغريب ضبط المصنف لاسمه .

(4) يكفينا في هذا المقام ما أورده المصنف من أحاديث صحيحة فنقف عندها دون ان نحدد عمر الدنيا بالسنين في كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس . أما ما خاض فيه اليهود من ضلال وتحريف في تحديد

عمر الدنيا فهو كلام مردود عليهم وقد اعترف الأوروببون في هذا الزمان بذلك وكان الأحرى بالمصنف ألا يسود الصفحات بنقل ما قالوا .

(5) أي هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . -كذا في تاريخ الطبري 1 /18 .

(1) انظر : الطبري 1 / 10 : 31 .

(2) أخرجه أبو داود 2 /48 5 ، والترمذي 4 /58 4 ، وأحمد7/5 1 3 ، والبيهقي 0 1 / 4 0 2 . الخ .

وقد صححه الشيخ ناصر الدين الألباني في تخريجه لكتاب السنة لابن أبي عاصم ( انظر أرقام 102/108)

(3) الطبري 1 / 34 .

(1) أخرجه أحمد 4 / 2 1 ، ابن حبان 39 ( موارد ) ، الطبري في التفسير 2 1 / 4 ، وفي التاريخ 1 / 37 : 38 .

والمثبت في المنيرية : غمام – بغين معجمة في أوله -وآخره ميم ، وفي الطبري ” عماء ” بالعين المهملة وآخره همزة – وهو السحاب . قال أبو عبيد ، ليس معه شيء ، وقيل : هو كل أمر لا تدركه عقول بني آدم

ولا يبلغ كنهه الوصف والفطن ، ولا بد من تقدير مضاف محذوف في قوله : ” أين كان ربنا ” كما حذف في

قوله تعالى : (هل ينظرون إلا أنْ يأتيهم الله ) فيكون التقدير : أين كان عرش ربئ ؟ ويدل عليه قوله تعالى : (وكان عرشه على الماء ) 0 اهـ . وانظر النهاية لابن الأثير 3/ 130 .

(2) البقرة : 210 .

(3) هو الضحاك بن مزاحم الهلالي ، أبو القاسم ، الخراساني ، وهو الراوي عن ابن عباس التفسير لكن لم يلق ابن عباس قال عبد الملك بن ميسرة . الضحاك لم يلق ابن عباس إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ

عنه التفسير .

وقال عبد الملك : قلت للضحاك : سمعت من ابن عباس : قال : لا . قلت : فهذا الذي تحدثه عمن أخذته ، قال عن ذا ، وذا . ( انظر التهذيب 4 /453 – 454 ) .

(1) النازعات : 31 .

(2) قال ابن جرير 1 /48 : 9 4 .

( وغير مستحيل ما روينا في ذلك عن ابن عباس من قول وهو أنْ يكون الله -تعالى ذكره -خَلَقَ الأرض ولم يَدْحُهَا، ثم خَلَقَ السماوات فسواهُنْ ، ثم دحا الأرض بعد ذلك فأخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها ، بل ذلك عندي هو الصواب من القول في ذلك ، وذلك أن معنى الدحو غير معنى الخلق ، وقد قال الله عز وجل : ( أ أنتم أشد خلقاً أم السماء بناها . رفع سَمكَهَا فَسَواها . وأغْطَشَ ليلها وأخْرَجَ ضحَاهَا . والأرضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحَاهَا. أخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرعَاهَا. والجِبَالَ أرسَاهَا ) أهـ .

(1) البقرة : 29 .

(2) القلم : 1 .

(3) الصفاة : الحجر العريض الأملس -جمعه : صَفاً .

ماذا تعرف عن الملك فاروق و مصر فى عهد الملك فاروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *