شفت السؤال دا منتشر كتير جدا من العيال اللي مزوغة من المدرسة و قاعدة أونلاين.. و لا تعرف حرف عن تاريخ و لا جغرافيا و لا اقتصاد.. و لو سألت واحد منهم فرنسا فين على الخريطة.. ممكن يشاورلك على اليونان باعتبار انهم “كلهم أجانب في قلب بعضششيهم”…
بس لما السؤال يصدر من ابراهيم عيسى.. دا غريب شوية.. و مش سؤال.. لأ دا “تصريح” و كالعادة.. إبراهيم عيسى لا يتساءل.. هو أكبر من كده بكتير.. هو بيقرر حقائق كونية.. بتخليه يفتتح كلامه دائما بـ”الكل يعلم” و “من البديهي” و “مفيش اي طفل ما يعرفش إن…”…
و بكده يبقى ابراهيم عيسى لبسنا العمّة بالعافية.. و يا إما كلامه يبقى صح.. يا إما إحنا أقل عقلاً من “الطفل الذي يعلم”..
و طبعاً لأن الأمور في عالم السياسة مابتمشيش زي ما بتمشي في عالم القصص المصورة اللي عايش فيه الأستاذ ابراهيم.. ممكن نلقي له الضوء على شوية حقائق يتعلم منها.. لو لسه عنده القابلية للتعلم..
خلال الحرب العالمية الثانية ازدهرت التجارة بين الحلفاء و ألمانيا النازية.. ازدهرت لدرجة إن الشركات في دول الحلفاء كانت بتورد لألمانيا النازية كيماويات من اللي بتستخدمها ألمانيا في صناعة السلاح، و دواء، و أغذية أكتر ما بتبيع لدولتها نفسها..
الدول الي علي الحياد كلها ساعدت ألمانيا النازية.. الثراء اللي عايشة فيه السويد النهاردة نتج في معظمه عن التجارة مع النازيين خلال الحرب، و بالذات في توريد ألواح الفولاذ اللي ألمانيا بتصنع منه دباباتها..
الأهم إن السويد – اللي كانت على الحياد المفروض – بعتت 8000 جندي سويدي عشان يحاربوا الإتحاد السوفيتي في فنلندا.. و لما الإتحاد السوفيتي احتج رسمياً، السويد قالت “دول متطوعين.. مش من الجيش.. ماليش دعوة”..
الحرب العالمية الثانية بدأت 1939.. كانت إنجلترا بتورد لألمانيا النازية قهوة و شوكولاتة و قطن و سكر و منسوجات.. لحد ما اتفقت مع فرنسا و عملوا “الحظر البريطاني The British Blockade “.. بس إنجلترا فضلت تورد المواد دي سراً لألمانيا النازية لحد سنة 1941.. و بعدها نفذت الحظر..
دي حرب رسمية بقى أهي.. مش مؤامرة.. و التجارة شغالة…
سويسرا كانت على الحياد برضه.. و كانت أستاذ إدارة الأصول و الأموال النازية، و كل عمليات الشراء و البيع بتتم من خلالها..
الولايات المتحدة.. اتعاونت من عندها شركات آي بي إم، و جنرال موتورز و “دو بونت Du Pont”.. دو بونت اتعاونت مع أوبل، و عملوا لألمانيا مصنع دبابات “براندنبرج Brandenburg”.. شركة “ألكوا Alcoa ” الأمريكية كانت السبب الرئيسي إن أمريكا مش لاقية ألواح الألومنيوم اللازمة عشان تبني طائرات قبل و بعد “بيرل هاربور Pearl Harbour”.. عشان كان الألومنيوم الأمريكي بيروح لهتلر…
شركة “ستاندرد أويل Standard Oil” الأمريكية.. اللي النهاردة اسمها “إكسون Exxon”.. عملت شراكة مع “الوحش الألماني I.G. Farben” و “شركة Ethyl G.m.b.H” اللي النهاردة الشركة اسمها “إيثايل إنكوربوريشن Ethyl, Inc”.. و الشركة دي كانت مهمتها إمداد الآليات النازية بالوقود المعدل “رباعي أكسيد الرصاص tetraethyl fuel”.. عشان بيحسن أداء المحركات…
دا يخلينا نلقي الضوء و نتساءل عن مؤهلات إبراهيم عيسى اللي مخلياه مطلوق علينا في هياج يتكلم في السياسة و الإقتصاد و القانون و الجغرافيا و التاريخ.. و ايه هو مقدار معلوماته بالضبط..؟
و هل المطلوب لما تطلب تشتري سلاح من طرف يقولك: “لأ معلش أنا بتآمر عليك و الله في السر.. فمش حاديلك”.. و للا ايه بالضبط؟
فوق بقى يا إبراهيم.. كفاية انت مش صغير.. و بطل تتكلم في حاجة ماتفهمش فيها..
—————
مراجع:
—————
1 – “Trading With the Enemy: An Expose of the Nazi-American Money Plot, 1933-1949”, Charles Higham, Doubleday publishing, 1982, ISBN-13: 978-0385290807.
2 – “SHADOW OF THE SWASTIKA”, R. William Davis [http://www.whale.to/b/davis_william.html].
3 – “The Plot to Seize the White House”, Jules Archer, 1973 (pub.2007), Skyhorse Publishing, ISBN 1-60239-036-3 [http://plottoseizethewhitehouse.net4truthusa.com].
4 – “Maverick Marine: General Smedley D. Butler and the Contradictions of American Military History”, Hans Schmidt (1998), University Press of Kentucky, ISBN 0-8131-0957-4.
5 – IBM and the Holocauast, Edwin Black.
6 – Johansson, Anders (2005). Den glömda armén: Norge Sverige 1939–1945 [The Forgotten Army: Norway Sweden 1939–1945] (in Swedish). Falun: Fisher & Co Rimbo.
7 – Carlgren, W. M. Swedish foreign policy during the Second World War (London: E. Benn, 1977)
8 – Levine Paul A. “Swedish neutrality during the Second World War: tactical success or moral compromise?” in Wylie, Neville, European neutrals and non-belligerents during the Second World War (Cambridge University Press, 2002)