حكاية الملكين هاروت و ماروت بابل العراق

هاروت وماروت!.
طبعا كلنا سمعنا الاسمين دول تيجوا نتعرف عليهم اكتر هو الموضوع طويل شوية بس شيق أرجو ينال إعجابكم 🌹
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102
تعالوا نعرف الأول سبب نزول الآية !.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة يحاوره اليهود و يسألونه عن التوراة فما سألوه عن شيء إلا وأجابهم، فقال اليهود لأبناء المدينة الا تعجبون أن محمدًا يقول ان إبن داوُد كان نبيًا ووالله لم يكن ابن داوُد إلا ساحرًا يركب الريح، فحسب المُعتقد اليهودي أن داوُد عليه السلام وكذلك ولده سُليمان ملوكُ فقط!.
فأنزل الله تعالى الآيات الكريمة ليبرهن على كذبهم ويُبرئ نبيه سليمان عليه السلام من قولهم، يؤكد نبوته ويوضح لنا اتباعهم هم للسحر والشعوذة !.
تعالوا نشوف في العهد القديم !.
بدأت الحكاية قبل تلك الحادثة بفترة طويلة ففي كنعان القديمة، وحيثُ كانت الأرض الخضراء واسعة تتنفس بالحياة والأشجار المثمرة والزهور المُوردة وتحديدًا بعهد سيدنا سليمان عليه السلام، بدأ الهمس بين بني اسرائيل حول كون سليمان ليس أكثر من ساحر ومُشعوذ وأنه ليس كما يدعي نبيًا يُوحى إليه!.
تهامس الإسرائيليون فيما بينهم حول ذلك مِن كَون مُعجزات سيدنا سليمان عليه السلام كانت من قبله ومن بعده مُستحيلة، فهل لك أن تتخيل شخصًا على الأرض يقوم بتسخير الرياح والجن ويبني صرح عظيم ويفهم منطق الحيوانات وغيرها من المعجزات التي تعصف بالعقل وتقضي على المنطق العقلي بشكل نهائي والأدهى انها كانت مُستمرة بشكل خارق لا تتوقف ولم تكُن كمُعظَم مُعجزات الأنبياء السابقين من حوادث عارضة خارقة، وإنما كان مُلكًا لم ينبغي لأحدُ من قبل سليمان ولا من بعده!.
ولكون بني اسرائيل هم بني اسرائيل، فلم يكن الإيمان ببعث سيدنا سليمان خالصًا على الرغم من كونه في سُدرة حكم بني إسرائيل، وكان لزامًا عليهم طاعته!.
بل تعالت الهمسات فيما بينهم على أنه بالتأكيد ليس أكثر من ساحر وزاد في ذلك أن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود حتى تزداد الحبكة إقناعًا ..
مُلك سليمان!.
طمع بعض أبناء بني اسرائيل فيما يملك سليمان واعتقاد البعض بكونه سحر محض فكان السبيل هو ممارسة السحر والذي كانت تعاليمه منتشرة قبل بعث سليمان عليه السلام، ولذا عملت الشياطين على تدوين السحر الأسود الشيطاني بكتب دسوها تحت عرش سيدنا سليمان أثناء فترة مرضه، على أنه بعد وفاة سيدنا سليمان يحفر الناس تحته فيجدونها فيفطنوا لأن سليمان عليه السلام لم يكن إلا ساحرًا فعلاً..
كانت الشياطين تتلوا على مُلك سليمان الكذب، ويدعون بأنه ساحرًا فاتبعهم بني اسرائيل وأقروا بكون سليمان عليه السلام ليس نبياً وهذا ليومنا هذا مثبتًا بالتوراة كونه الملك سليمان، وليس النبي سليمان ولم يكن نبياً ولذا أوضحت الآيات القرآنية باستمرارية الفعل، كما إنهم بالنهاية لم يجدوا سبيلاً لممارسة السحر بعد كل ذلك ولكنهم كانوا شغوفين به ..
واتبعوا ما تتلو الشياطين..
كان السياق القرآني يمكن أن يبدأ بالقول واتبعوا ما تلت الشياطين بفعل أنه كان من الماضي وانقضى ولكن وكأن تلك إشارة جلية لاستمرارية الفعل وبالفعل هي مستمرة، فبني اسرائيل مستمرون باتباع ما تلت الشياطين على مُلك سليمان عليه السلام حتى اليوم، وأنه لم يكن سوى ملكًا يُعاشر النساء بشراهة، وتلك نقطة فاصلة في الإعجاز القرآني سبحانك ربي ..
وهُنا نَنفصل عن الواقع قليلاً ونطير بعيدًا .. بعيدًا للغاية .. إلى بابل !
**
وما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت !.
قديمًا ببابل ولفترة من الفترات، يعيش بني اسرائيل جنبًا إلى جنب مع البابليين لسنوات طوال، عمد البابليون لفرض سيطرتهم بأرضهم على بني اسرائيل ولما كان ذلك صعبًا استخدموا شيئًا كان مستحيلاً مقاومته، استخدموا السحر ..
ذلك السحر الأسود الذي كان يعتبر من أوج تراثهم وثرائهم الفكري الممتد، فقد كانت بابل مهدًا للسحر على الأرض ولم يكن هناك من يواتيها أو يساوي قدرتها في ذات الصدد، فاستخدم البابليون أسحارهم على بني اسرائيل ما جعلهم لا يطيقون ولا يستطيعون مجاراتهم، فكان نزول الملكين ( هاروت وماروت ) في حادثة سماوية عجيبة!.
وأنزل الله عليهم ( تنزيل ) سحرًا مضاد لذلك السحر البابلي السفلي، ليتيقن بني اسرائيل من زيف وبُطّلان ادعاءات سحرة بابل، بالبداية فزع بني اسرائيل وبعد ذلك بدأوا يتبعون الملكين، ولكن الملكين أخذا يعلمانهم أن ذلك السحر ليس فيه من منفعة وأنه ضرر كله، وأن بعثتهما تلك فيها ما فيها من خير وبها من ابتلاء عظيم من الله لعباده، فأخذا يوجهان القوم منهم بأن السحر هو كفر ومن يقوم به هو كافر، وكان من ضمن السحر الذي قدمه الملكين لبني اسرائيل هو إمكانية التفريق بين المرء وزوجه، مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛ لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )، وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة، وأنه يضر بإذن الله، أي بإرادة الله، وكان ذلك للتدليل على القوة الرهيبة لذلك وأيضًا للتدليل على أن الله قادر على كل شيء، وأن السحر موجود حقًا ولكنه ليس كمثل ذلك الوهمي الذي استخدمه البابليين في إشارة لبني إسرائيل بأن يتراجعوا ولكن بكل تأكيد بلا فائدة ..
بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } ..
نستخلص في تلك الآيات أن شُرب الخمر وإن كان شرًا عظيمًا فإنه تم توضيح أن به منافع ولكن نفعه أقل بكثير من ضرره، ومن هُنا تم تحريمه ..
إلا أن السحر بحد ذاته لا قيمة له، ولا منفعة منه، وأنه فقط “شر محض” لا ينفع أحد ..
أحيانًا أن توقع شرًا بأحدهم، وأن تؤذيه هو اسقاط منك على الشخص بالضرر وانما في السحر فهو ضار بالطرفين، فكما رأينا أنه يُضعف من الإيمان بالله، كما أن له منافع خطيرة لو استخدمت في طرقُ ملتوية لما كان حال الأرض حاليًا كحالها ..
وبينما كان السحر شر محض ولا يوجد به خير على الإطلاق فما النفع من أن تقدم لغيرك ضررًا تَضرّ به نفسك أيضًا، فالشرور في العموم تتناسب وحجم الضرر عدا السحر هو كلي الضرر !.
فقد ضررت غيرك وقد وقع الضرر فيك، بعكس شرب الخمر مثالاً فقد نفعت نفسك بالاستمتاع بالسُكر وضررت نفسك به أيضًا فالشر هُنا استحال ليس شخصيًا وانما يُمثل وقوع ضررًا للغير، فهنا تتضح عظمة الخالق العظيم في توجيه أفعال البشر لمصلحتهم الخاصة!.
ولكن اليهود وعلى الرغم من أن الملائكة أوضحت لهم موضعهم من الكفر فقد اشتروا ذلك، فلم يكن فعلهم إياه جهلاً ، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة قصدًا..
وانشغل اليهود بالسحر والشعوذة و تناسوا كلام الله وكتابه واختاروا الكذب والإفك والسحر !.
السِّحر لو كان خيرًا لجعله الله يسيرًا على عباده المُتقين!.
اللغز وراء الزهرة !.
مبدئيًا كل ما يُقال في صدد أن الملكين التقيا امرأة وافتتنا بها لا يصح مُطلقّا وفي ذلك الأمر يعرض ابن كثير ما يلي في كتابه البداية والنهاية :
أن “زهرة” كانت امرأة من أفضل النساء جمالاً في تلك الآونة التي نزل فيها “هاروت وماروت” ..
وعن علي، وابن عباس، وابن عمر أيضًا أن الزهرة كانت امرأة، وأنهما لما طلبا منها ما ذكر، أبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم، فعلماها. فقالته، فارتفعت إلى السماء، فصارت كوكبًا!.
والمقصود بالاسم الأعظم هُنا هو اسم الله الاعظم، والذي مُنتشرًا عند اليهود أنه شفرة درب فكها عبارة عن متسلسلة رقمية مُعينة أو أنها حروفُ تنطق وخلافه من هذا القبيل ..
ويرى العلماء أنه حدث خطأ في النقل أودى بنا لهذه المُغالطة اللاعقلانية المُشعوذة حيث يوضح ابن كثير أن أفضل ما قيل في ذات الشأن ..
عن الحاكم في (مستدركه) عن ابن عباس قال: وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحُسن الزهرة في سائر الكواكب!.
أي أن المقصود كان وصف جمال تلك الفتاة ومقارنته بجمال كوكب الزهرة وليس انها تم مسخها لتصير هي كوكب الزهرة !!.
وذلك بحسب الرواية الإسرائيلية المنقولة عن “كعب الأحبار” في مُجملها والتي لا تصح اجمالاً كما أوردنا !.
خلصت الحكاية بس كلامنا مخلصش ..
إن هذه القصة هي الأقرب للتحقيق، خاصةً لتناسب أحداثها التاريخية مع الوقائع الممتدة لتاريخ بني إسرائيل وغيرها ..
وهل تعتقد أن علاقة اليهود والسحر قد انقطعت ؟
الصورة مأخوذة من موقع بوابة الأهرام الرسمية في أحد المقالات المنشورة في ذات السياق !!
المصادر :
تفسير ابن كثير
البداية والنهاية لابن كثير
تفسير الشعراوي
تفسير القرطبي .
ماذا تعرف عن الملك فاروق و مصر فى عهد الملك فاروق

اخبار النادي الأهلي المصري اضغط هنا

معلومات طبية و دليل الأدوية اضغط هنا

اخبار المجتمع و معلومات طريفة اضغط هنا

FLASH MEDICAL INFO PRESS HERE

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *