قصة و تاريخ حياة الوزير بهاء الدين قراقوش مصر

هاء الدين قراقوش
المفترى عليه…المظلوم حيآ وميتآ
————————
يعرف قراقوش لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة
والتي تصوره ظالمآ تارة وغبيآ تارة أخرى
وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف
نسبت قبل قراقوش إلى الكندي وجحا وأشعب
حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا
ظالما أو غريبا يطلق عليه “حكم قراقوش
وتقال للشخص إذا كان صاحب سلطة ومَالَ إلى البغي والظلم
فتُقال للوزير والمدير وأحيانًا لرب الأسرة
وعلى جانب آخر صوَّرت بعض المصادر قراقوش كمثال للسذاجة والبله
————————
قراقوش..موضوع كتاب للأستاذ / صالح محمد الجاسر تحت عنوان
قراقوش.. المظلوم حيا وميتا
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة تطرق فيها إلى ماتعرضت له
سيرة العديد من أعلام المسلمين من تشويه وانتقاص
وتطرق إلى ماتعرضت له شخصية بهاء الدين قراقوش
من تشويه لايعرف سيرته إلا من يبحث في
سيرة صلاح الدين الأيوبي وأعماله حيث يرى بصمات
واضحة له في تلك الأعمال، إلا أنه تعرض لتشويه
جعله ينتقل من قائمة المحاربين والمهتمين
بالعمارة إلى قائمة الحمقى والمغفلين وأحيانا الطغاة
و على الرغم من قسوة التهم
التي تعرض لها إلا أنها كانت سبباً في شهرته
وتداول اسمه بين الناس، ممادفع بالكثير من المؤرخين
إلى التطرق إلى سيرته ونفي مايُنسب إليه من أحكام
——————————–
وتناول المؤلف في الفصل الأول وعنوانه
:(بهاء الدين قراقوش.. الخادم الأمين)
وبدأ الفصل بشهادة من صلاح الدين
في قراقوش حين عهد إليه ببناء سور عكا حيث قال صلاح الدين
ما أرى لكفاية الأمر المهم، وكف الخطب الملم
غير الشهم الماضي السهم، والمضيء الفهم، الهمام المحرب
النقاب المجرب، المهذب اللوذعى، المرجب الألمعي، الراجح الرأي
الناجح السعي، الكافي، الكافل بتذليل الجوامح، وتعديل الجوانح
وهو الثبت الذي لايتزلزل، والطود الذي لايتحلحل
بهاء الدين قراقوش، الذي يكفل جأشه بما لاتكفل به الجيوش
——————————-
ثم أشار المؤلف أنه
أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب بهاء الدين
(- 597هـ)
وقراقوش: وهو لفظ تركي معناه بالعربي طائرالعُقاب
غلام مملوكي جيء به من أسواق النخاسة
من أصل تركي، وكان خصيًّا
وألحق بمماليك أسدالدين شيركوه عم صلاح الدين
ولما أرسل نور الدين محمود قائده
أسد الدين شيركوه بجيشه إلى مصر
بناء على طلب آخر الملوك الفاطميين بها
وأتى إلى مصر بصحبة ابن أخيه صلاح الدين كان معهم قراقوش
بعد أن أصبح قائدًا عسكريًّا كبيرًا، وتداعت الأحداث بعد ذلك
بموت نور الدين في دمشق، وموت الخليفة العاضد
آخر الحكام الفاطميين في مصر
وظهور نجم الأيوبيين، وآلت مصر والشام لحكم صلاح الدين الأيوبي
وبعد وفاة شيركوه سنة 564 هـ التحق
بخدمة صلاح الدين حيث برزت مواهبه منذ أول يوم
————————-
تولى فيه صلاح الدين الوزارة في مصر وتمثل
ذلك في سعي قراقوش مع الفقيه عيسى الهكاري لإقناع
معارضي تولية صلاح الدين الوزارة، ثم قيام صلاح الدين
عينه صلاح الدين الأيوبي وزيراً علي مصر
ليتفرغ هو لحروب الصليبيين
وتولى قراقوش إدارة القصر الفاطمي الذي كان مصدر
إزعاج لصلاح الدين بسبب ما كان يضمه القصر من حاشية كبيرة
زاد نفوذها وأصبحت ذات دور مؤثر في إدارة البلاد
ولم تكن راضية على تعيين صلاح الدين
في الوزارة وقد استطاع قراقوش إدارة القصر بحنكة واقتدار
—————————-
كما أشار المؤلف إلى ما تولاه قراقوش بعد ذلك من أعمال
منها تولي أمور عكا وعمارة سورها لصد هجمات الصليبيين
ثم تكليفه ببناء قلعة صلاح الدين بالقاهرة
لتأمين القاهرة من الغارات الخارجية و لتكون
مقرًّا للحكم في مصر حتى نقل الخديوي إسماعيل مقر الحكم
إلى قصر عابدين بالقاهرة في ستينيات القرن التاسع عشر
وبني سوراً عظيماً حول القاهرة الكبيرة
التي تضم قاهرة المعز و الفسطاط و العسكر و القطائع
مكملاً لسور بدر الجمالي
وبناءالقناطر التى بالجيزة على طريق الأهرام
ثم سور مجرى العيون الذي ينقل المياه من فم الخليج حتى القلعة
———————–
وأشار المؤلف إلى الأعمال التي قام بها قراقوش بعد
وفاة صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ حيث عمل في
خدمة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب
فكان ينوب عنه حين يسافر خارج القاهرة
وحينما غدر بالعزيز بعض أمراء الأسدية بقي قراقوش
الذي كان نائبه في القاهرة مواليا له فعاد العزيز إلى الديار المصرية
للقضاء على ذلك التمرد، كما أوكل إليه العزيز مهمات أخرى
حيث كان يتولى حفظ أموال الزكاة ويتولى النظر في المظالم
وبعد وفاة الملك العزيز أصبح قراقوش وصيا على ابنه
الملك المنصور محمد الذي كان عمره تسع سنين حتى عزل قراقوش
من الأتابكية (الوصاية) إلا أن قراقوش
بقي على أهميته حتى وفاته في رجب سنة 597 هـ
—————————–
في الفصل الثاني تناول المؤلف كتاب
(الفاشوش في أحكام قراقوش)
للأسعد بن مماتي الذي كان معاصرآ لقراقوش
وهو سياسى كان يتولى ديوان الجيش والمال
فى عهد صلاح الدين وكان هذا الكتاب
وماتبعه من كتب سببا في تشويه سيرة قراقوش
ووضع حكايات ونسبها إليه وصدقها الناس
و لكن المؤرخين يستبعدون أن يكون ما ورد في الكتاب صحيحا
وتطرق المؤلف إلى أسباب تأليف هذا الكتاب
الذى ذكره ابن مماتى فى مقدمته
وهو أن يريح صلاح الدين الناس من قراقوش و هل المقصود منه
قراقوش أم الدولة الأيوبية بكاملها؟ ويشير المؤلف إلى
الآراء التي تناولت هذا الموضوع كما يسوق معظم الحكايات
التي ضمنها ابن مماتي كتابه ويبدي ملحوظاته عليها
—————————
قراقوش في الشام
كان له دور مهم أيضًا قام به في الشام
عندما حرر صلاح الدين عكا من الصليبيين
ونجاحه في طردهم من بيت المقدس
ترك عكا وحصنها أمانة في يد قراقوش
بقي قراقوش حارسًا للمدينة مع حامية صغيرة
وواصل الليل بالنهار يبني ويرمم ما تهدَّم من سور المدينة وحصنها
لكن الصليبيون تجمعوا واستمر حصارهم لها عامين
وأسروا من فيها بما فيهم قراقوش
ثم أطلق سراحه في تبادل للأسري
———————————-
ولما توفي صلاح الدين الأيوبي، ظلَّ قراقوش على وفائه مع ابنه العزيز
يحمي عرش مصر والشام، ثم كان وصيًّا على عرش المنصور
ومارس كل مهام السلطنة في بهذه الصفة، إلى أن أعفاه منها
الملك العادل أخو السلطان صلاح الدين
وبعدها لزم بيته حتى توفاه الله بالقاهرة عام 597هج / 1201 م
——————-
إعداد ..د.أحمد الخواجه
ماذا تعرف عن الملك فاروق و مصر فى عهد الملك فاروق

اخبار النادي الأهلي المصري اضغط هنا

معلومات طبية و دليل الأدوية اضغط هنا

اخبار المجتمع و معلومات طريفة اضغط هنا

FLASH MEDICAL INFO PRESS HERE

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *