ما هو تنظيم الأخوات المنبثق عن الاخوان المسلمين

تنظيم الاخوات هو تنظيم ارهابي لا يقل شراسة عن تنظيمه الأم وربما يفوقه اجراما. الاعتماد على العناصر النسائية ظهرت قوته خلال مجيدة وما بعدها، وصولا انهم حاليا بيقوموا بتمويل العمليات الارهابية واستقطاب عناصر التنفيذ، زي الحاجة رضوى المتعلمة اللي عايشة في زمالك ومولت عملية مسطرد. الاعتماد على الاخوات، اللي شوفنا عينة من سمهم الزعاف على السوشال ميديا في الكام يوم اللي فاتوا، غير انه ضرورة بتفرضها حالة الاختناق اللي بيمر بيها التنظيم، كمان بيستغل حالة الاستخفاف بخطورة العناصر القيادية النسائية. دا غير انهم بيستغلوهم في جو الصعبنيات والمرثيات وقت القبض عليهم، على طريقة انظروا الى هذا الملاك الطاهر، انظروا الى هذا الحمل الوديع! زي تنظيم فتيات ستة الصبح من قطاع الطرق اللي الكل كان صعبان عليهم وبيقول يا حرام مستقبلهم هيضيع! واختاه.. صمودك اخجلنا يا اختاه!

من امبارح وانا باتابع تفاصيل الخلية اللي تم القبض عليها بالكامل بعد فشل المهمة اللي تصدى لها شاب في العشرينات خريج معهد فني من عين شمس. مهم اننا نقارن الفرق بين عناصر التخطيط والتمويل وبين عناصر التنفيذ. في حالة رضوى، الحاصلة على ليسانس أداب والميسورة الحال، ماتقدرش تقول ان الجهل او الفقر هما السبب.. العمليات الارهابية بتتكلف كتير (الولد الانتحاري ده بس لقوا عنده سلاح ومبلغ 70 الف جنيه). ودي عملية صغيرة يعني، قنبلة بدائية بمسامير، ومن كتر غلهم وعشان يصيبوا اكبر عدد اصابات قاتلة غمسوا المسامير في مادة سامة. ابقوا اقروا تفاصيل الجرائم دي عشان تعرفوا حجم الكراهية والسواد اللي جوة التكفيريين.

فيه عنصر تاني من الاخوات: نهى اللي اخوها برضه موظف وعضو في نفس الخلية. فيه تاتش عائلي في الموضوع، تخيل اخ واخته بدل ما يعملوا مشروع مثلا، لا هوايتهم يخططوا للعمليات الارهابية! وده يرجعنا للنقطة الاساسية.. شماعة الظروف البالية اللي مصممين بمنتهى السطحية والسذاجة والتفاهة انكم تعلقوا عليها الارهاب، بينما الموضوع ايديولوجي وفيه استغلال مباشر لما هو عقائدي، وده اللي اتكلمنا فيه قبل كدة عن اهمية مبدأ التكفير والحاكمية والولاء والبراء بالنسبة للجماعات دي. ان واحد يروح يفجر نفسه في كنيسة، دي قناعة عند العنصر التنفيذي، بيزرعها جواه العناصر التنظيمية لغاية ما يتشبع بها تماما ويكون عنده يقين انه على الحق المبين. عشان كدة باقولكم ركزوا فيما تطلقوا عليه ثوابت، لو اعتبرت التطرف والمغالاة والتكفير ثوابت، فدي اول خطوة في طريق الارهاب.

نرجع لرضوى اللي مولت العملية عشان تقتل ناس رايحة تصلي. رضوى زيها زي الاخوات اللي بتلاقوهم مبدورين على السوشال ميديا عمالة ترزع في ادعية طول اليوم وبارك الله فيكي اختي في الله وجعله الله في ميزان حسناتك، واحنا بنلم تبرعات عشان نعمل بير في الواق الواق، واللهم عليك بالطواغيت وارنا فيهم عجائب قدرتك. تلاقي بقى كل النعجات تهر وتقولك دي اخت صالحة قلبها عامر بالايمان. وفي وسط عملية التصييت دي، تكتسب الاخت رضوى المزيد من المريدين وتعمل غسيل مخ لغيرها وغيرها، لغاية ما تعثر على العناصر اللي تعينها على التنفيذ. تاخد بقى فلوس البير المبروك تجيب بيها سلاح للاخوة “المجاهدين” في سبيل الله.

الناس اللي زي رضوى عايشين وسطنا، وفيه اللي تلاقيه مصدق انها مجرد واحدة متدينة وقد تكون متشددة شوية، بس تمام.. طالما البث شغال على الادعية والاذكار والحجاب قبل الحساب فكله مطنش. ومنهم اللي تلاقيه بيطلب منها البركة باعتبارها واحدة صالحة. انا متأكدة ان دي كانت سمعتها وسط جيرانها. لانهم نجحوا في انهم يخلوا التطرف مقبول مجتمعيا.. مش بس كدة، لا دا احنا نشوف كلامهم اللي كله تحريض وكراهية وتكفير ونعتبره عادي، جزء من باكيدج التدين، ناس ألترا مسلمين وغيورين على دينهم. فكرة الغيرة على الدين في حد ذاتها فكرة مضحكة! بأغير من الشرايط على رأي عبعال! يعني ايه؟ الدين المفروض هداية روحانية، حالة خاصة داخل الفرد تبعث السلام والطمأنينة. ايه علاقته بمشاعر سلبية زي التكفير والبغض والغيرة؟ شربوكم كلام اهبل وقعدتم ترددوه وراهم بلا وعي لغاية ما استسلمتم لتطرفهم وخلتوهم يدوبوا وسطكم! لا ومش كدة وبس! وانتخبتوهم يحكموكم كمان! شوف الغباء وصل لفين!

ارجو اننا نتأمل ما وصلنا إليه ونتعلم ونواجه نفسنا بالحقيقة، لأن دا الطريق الوحيد لمواجهة الارهاب وتجفيف منابعه فعلا. لا توجد وسطية بدون قبول الآخر. لا توجد وسطية وانت رافع شعار التكفير والغيرة.