لماذا قررت الولايات المتحدة استعمال القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي ؟
—————————-
تشير السجلات التاريخية لأن الأسباب خليط من الآتي:
1- الدخول الوشيك للاتحاد السوفيتي للحرب مع اليابان، ويعني أن السوفيت سيكون لهم حق البقاء الاحتلالي في اليابان مثلما للأمريكان (كما حصل في تقسيم ألمانيا لشرقية وغربية).
.
2- تجريب القنبلة الذرية تجربة "فعليا"، لاحقا في التبرير العام كان يقال إن هيروشيما مركز عسكري، لكن التقارير اللاحقة والموضوعية أثبتت أن اختيار هيروشيما وناجازاكي معا كان لكونهما مكاني كثافة حركية وسكانية بحيث سيكون أثر القنبلة فيهما اوضح.
3- القنبلة كانت أيضا رسالة من الولايات المتحدة للسوفييت وللعالم أجمع حول مدى قوّتها وجبروتها العسكري؛ فالإعلام الأمريكي وقتها، والرأي العام الأمريكي، لم يكن
يكره حتى الالمان و يعتبر الاوربيين عموما جدوده، وكان سيكون من الصعوبة بمكان تبرير إلقاء قنبلة ذرية في ألمانيا، مثلا، . لكن بالنسبة لليابانيين فلم يكونوا في نفس المكانة "البشرية" كبقية الأوروبيين في نظر الأمريكان.
الإعلام والرأي العام الأمريكي حينها لم يكن خجولا في الحط من اليابانيين وأهل آسيا الشرقية عموما كعنصر، بل كانت هناك كتابات وخطابات جماهيرية تتحدث عن أنه لا توجد دلائل وافية على أنهم "بشر" مثل الأوروبيين.
التقارير الأمريكية، ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتقارير التجسس ما قبل نهاية الحرب، كلها أفادت بأن اليابان كانت ستستسلم بدون القنبلتين الذريّتين على هيروشيما وناقازاكي. الوثائق التاريخية تقول أيضا إن حكومة الولايات المتحدة كانت بالتأكيد على معرفة بذلك. في الواقع، الدبلوماسيون اليابانيون كانوا قد بدأوا فعلا تحركاتهم نحو مفاوضات إنهاء الحرب كطرف خاسر، بتوجيه من الإمبراطور.
وقتها كانت الحرب عموما وضعت أوزارها. ألمانيا استسلمت (بعد الهجوم العاتي عليها من الاتحاد السوفيتي من الشرق والحلفاء من الغرب، وبعد أن تم تدمير عموم القوة العسكرية والصناعية لها، بالإضافة لموت مئات ألوف المدنيين و"استحلال" أكثر منهم بعد الاستسلام) وإيطاليا كذلك، واليابان كانت تترنّح، خصوصا وأن الاتحاد السوفيتي كان سيدخل في الحرب ضدها بعد فترة وجيزة جدا حسب الاتفاق مع الحلفاء.
أما الحلفاء أنفسهم فقد كانت كمية الخسائر المادية والبشرية لبريطانيا وفرنسا والصين القومية أشبه بالهزيمة أيضا، فكانوا ضعفاء، ما عدا الولايات المتحدة التي كانت قد انتعشت اقتصاديا وعسكريا، داخليا وخارجيا، من الحرب.
ورغم أن الاتحاد السوفيتي كان قد خسر الكثير من الحرب لكنه بدأ يتعافى بسرعة مذهلة ويعيد بناء اقتصاده الصناعي ويرسم سطوته العسكرية العالمية الجديدة، الامر الذي كان بالتأكيد مبعثا لانتباه وتوجس الولايات المتحدة رغم أنهما كانا وقتها حلفاء من الناحية العملية.
لم تكن لليابان في تلك الأجواء أي فرصة في مواصلة الحرب، وكانت على علم بذلك وكانت الولايات المتحدة على علم بذلك.
الموضوع منقول للفائدة من صفحة الاستاذ محمد عز الدين الشهير بمحمد المعلم #محمد_المعلم على الفيسبوك
اخبار النادي الأهلي المصري اضغط هنا
معلومات طبية و دليل الأدوية اضغط هنا